الأحد، 18 سبتمبر 2016

النائب الفردي ونائب الحزب

يقول المثل: يد واحدة لا تصفق

السمة الغالبة على مجالس النواب الاردنية المتعاقبة هو كثرة النائب الفردي وقلة النائب الحزبي. وهذا سببه الرئيسي قوانين الانتخاب المتعاقبة التي صممتها الدولة بهدف تشتيت الاحزاب وتقليل دورها وتأثيرها. سبب آخر هو تفضيل نائب العشيرة او نائب المنفعة، الذي يعد يتوزيع الغنائم على ابناء عشيرته او داعميه بعد الفوز.

في رأيي البسيط هذه مصيبة في حقنا جميعا. نائب المنفعه لا يمكن ان يعارض الحكومة او يقف بوجه ضريبة، لانه معتمد على رضى الحكومة في تحصيل التعيينات الحكومية والترقيات والمزايا والواسطات، ومن ثم توزيعها على داعميه. وبالتالي لايمكن ان يزعل الحكومة التي هي مصدر جميع هذه الغنائم. اذا ستحصل الحكومة على برلمان مطواع اليف يحقق لها كل ما تريد. جميع الضرائب والرسوم والتجاوزات التي تقوم  بها الحكومة ستمر دون اعتراض لان مصلحة هذا النائب وهذه الحكومة ان يسكت كل عن فساد الآخر.

النائب الفردي قد يكون انسانا مستقيما وراغبا في خدمة البلاد وحفظ حقوق المواطنين. لكن النائب الفردي سهل للغاية ان يشترى او يتعرض للضغوطات من اجنحة الدولة المختلفة، واذكركم بالفيديو للنائب تامر بينو يشكو من هذا التدخل السافر والمتوالي (رابط). وبتعليق النائب يحيى ابو السعود والكثير من النواب يتلقون اتصالات هاتفية من احد اجهزة الدولة، وهو فيغيير موقفه على الفور (رابط).

الحزب يعطي قوة للمطلب الشعبي. تعرض حزب كبير لضغوطات ممكن لكنه اقل احتمالا بشكل كبير. لهذا تجد في جميع الدول ذات الانظمة الانتخابية من الهند الى اوروبا وافريقا الى الامريكتين، السمة الغالبة للمجالس النيابية هو الاحزاب وليس النائب الفردي. ببساطه مصلحة الشعب تقتضي كتله وليس افراد مشتتين.

اذا لم نتمكن من توصيل احزاب قوية الى المجلس النيابي فحالنا لن يتغيير. نحتاج الى احزاب تستطيع ان تقف في وجه الحكومة وتقول بكل بساطة وشجاعة: لا

المشكلة قد تكون هي انه فعليا لا يوجد الا حزب واحد في الاردن. لكن هناك ايجابيات لهذا الموقع:-
- الحزب تعلم من التجارب في الدول الاخرى كمصر، وها هم قومييون عرب يتصدرون قوائمة الانتخابية كالمحامي صالح العرموطي نقيب المحاميين سابقا. فالحزب يحاول ان يكون اكثر شمولية لاطياف المجتمع والتعاون مع كل من يمكنه التعاون معه
- الحزب عنده قدرة عالية على مقاومة الضغوطات. مرشده السابق سجن لسنوات ارضاء لدولة عربية، جمعيته الخيرية صودرت منه، ويضيق عليه في كل باب. لكنه صامد
- الحزب امتلك الشجاعة مرارا للوقوف في مجلس النواب وقول بكل شجاعة: لا

بكل صراحة، قد لا يكون حزب جبهة العمل الاسلامي افضل حزب، وقد لا نوافقه على كل مواقفه. ولكنه في النهاية حزب المعارضة الاقوى، ان لم نقل الوحيد. وجود حزب قوي في مجلس النواب نتفق معه على 70% او 80% افضل مليون مرة من برلمان مشتت من افراد لا صلة لهم ببعض، ونواب مصلحة.

هذه السياسات المتوالية من الحكومات في فرض الرسوم والضرائب المتعاقبة، والاستهتار بالانسان ودخله المتواضع وآماله المتلاشية، وسكوت الحكومة والقناعة والرضا عن الفساد ونظام توزيع الحصص الفسادية، هذه السياسات لن تتوقف الا امام برلمان قوي مؤسس من احزاب حقيقية وحازمة.

لهذا امام كل واحد مننا خيار يوم 20/9: اما ان ننتخب صديقنا وزلمتنا او ابن عشيرتنا، واما ان نرسل الى البرلمان كتله سياسية صلبة قادرة على الوقوف في وجه الاستهتار بنا وبدخلنا وبطوحاتنا وآمالنا.

هذا ما كتبته من النصيحه لي ولأهل الاردن، وانا احسبه انه هو ما يرضى الله ، واحسبه انه مصلحة الدين والعباد والبلاد