الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

عندما يسأل النبي ولا يجيبه الصحابة - أدب الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، واستخفاف أهل زماننا بكلامه

انظر أدب الصحابة مع الحديث النبوي، كانوا اذا سأل الرسول صلى الله عليه وسلم سؤالا يحتمل انه يريد ان يأتيهم بعده بجواب جديد، كانوا يقولون "الله ورسوله أعلم" تأدبا، حتى لا يسبق جوابهم علما وخبرا نبويا. فهذا مثال يسأل فيه النبي صلى الله عليه وسلم 3 اسئلة واضحة الإجابة، عن يوم النحر وشهر ذي الحجة وعن مكة البلد الحرام، وفي كل مرة يتواضح الرجال العظماء من الصحابة ولا يحبون ان يسبق كلامهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يجيبون سؤاله الا بـ "الله ورسوله أعلم" لاعتقادهم انه ما سأل إلا ليخبرهم خبرا جديدا كاعادة تسمية اليوم او الشهر او مكة. وله ذلك. انظر الأدب العظيم والخلق السامي، وتكبير الصحابة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قارن هذا ببعض المسلمين اليوم، يسمع الحديث ثم يلوي لسانة ويقول بعقله ويرد الحديث النبوي الصحيح! عادي. كانها ذبابة امام وجهه يكشها بعيدا.

الحديث رواه البخاري ومسلم  وغيرهم، وهو وارد عن جم غفير من الصحابة. وهذا نصه

 خطَبَنَا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ النحرِ ، قالَ : أتَدْرونَ أيُّ يومٍ هذَا . قلنَا : اللهُ ورسولُهُ أعْلَمُ ، فسَكَتَ حتى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمِهِ ، قالَ : أَلَيسَ يومَ النَّحرِ . قلنَا : بلَى ، قالَ : أيُّ شهرٍ هذَا . قلنَا : اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، فسَكَتَ حتى ظنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بغيرِ اسمِهِ ، فقالَ : أليسَ ذو الحجةِ . قلنَا : بلى ، قالَ : أيُّ بلدٍ هذَا . قلنَا : اللهُ ورسولُهُ أعْلمُ ، فسكتَ حتى ظنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيِه بغيرِ اسمِهِ ، قالَ : أليستْ بالبَلْدَةِ الحرامِ . قلنَا : بلَى ، قالَ : فإنَّ دماءَكُمْ وأموالَكُم عليكُمْ حرَامٌ ، كحُرْمَةِ يومِكُمْ هذَا ، في شهرِكُم هذَا ، في بلَدِكُم هذَا ، إلى يومِ تلقَونَ ربَّكُم ، ألا هَلْ بَلَّغْتُ . قالوا : نعمْ ، قالَ : اللهمَّ اشْهَدْ ، فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الغائِبَ ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى من سَامِعٍ ، فلا تَرْجِعوا بعدِي كفارًا ، يضرِبُ بعضُكُم رقابَ بعضٍ