الأربعاء، 18 فبراير 2015

بين داعش والمخابرات الأجنبية: الواقعية و نظرية المؤامرة

يتحدث الكثيرون على ان داعش صنيعة المخابرات الأجنبية، أو ان لها يد في تسييرها، او ان بعض اعضاءها عملاء لتلك المخابرات

انا من الناس الذين لا يرتاحون الى نظريات المؤامرة كثيرا. فالتاريخ ليس سلسلة من المؤامرات، ولكن التاريح يحتوي بعض المؤامرات كالثورة الأمريكية ضد الملك البريطاني، وسايكس بيكو، وغيره

ومن السذاجة برأيي ان نظن ان المخابرات الأجنبية والإسرائيلية مجرد يتفرجون على "الربيع" العربي وما يحصل في العراق والشام. واظن ان الطبيعي انهم يحاولون استغلاله لصالحهم، ولحماية مصالحهم

فقد ثبت في التاريخ ان الإنجليز سرا دعموا طوائف في الهند منها القاديانية لتفتيت عضد المقاومة، وحاولوا اختراق الحركات السلمية
وفرنسا عندما قررت ترك الجزائر دست بين صفوف المقاومة الجزائرية العشرات من عملائها
وعبد الناصر دبر حادثة المنشية المفبركة التي كانت تمثيلية وكأنها محاولة لإغتياله، والتي استعملها كسبب للقضاء على الإخوان المسلمين واعتقلهم جميعا
وان الجيش الجزائري لما اراد محاربة الإسلاميين، فأنه بعد زج قادة جبهة الإنقاذ في السجون فانه شجع الحركات المتطرفة ودعمها وارسل عملاءه لينضموا إليها
بل في نهاية الحرب الأهلية في الجزائر، اتضح ان قائد "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الذي اسمه الزيتوني، والذي طالب ابو قتادة من بريطانيا الناس وتنظيم القاعدة ان يبايعوه خليفة للمسلمين، اتضح ان هذا الزيتوني عميل للمخابرات الجزائرية!

وهذا كله موثق، شاهد السلسلة التالية للتفاصيل: ألش خانة | الجزائر من ثورة الإباء إلى العشرية السوداء
https://www.youtube.com/watch?v=yeSYfJl4hbY

وهذا مقطع مختصر يتحدث فقط عن دور المخابرات الجزائرية والغربية في دعم واختراق "الجماعة الإسلامية المقاتلة"
https://www.youtube.com/watch?v=GGVF5nl1mPY

السبت، 7 فبراير 2015

كيف تنجح القاعدة وداعش في تجنيد اتباعها، خصوصا من المسلمين الجدد في الغرب

لكل فعل رد فعل معاكس الاتجاه ومساوي في القوة. هذا الفكر الدموي المتطرف نشأ في سجون عبد الناصر بسبب الظلم والقسوة الشديدة التي اتبعها عبد الناصر مع المتدينيين بشكل عام. واعمدة هذا المذهب المنحرف من الجبل الأول كلهم ذاقوا الويلات في سجون عبد الناصر (الظواهري مثالا)

أما الأجيال اللاحقة لهذا الفكر فاعتناقهم لهذا الفكر فنتيجة اعتماد دعاة هذا المذهب اللعب على المحاور التالية:-
1- العنف الذي يقوم به الغرب على المسلمين، وتناقض افعاله وكيله بمكياليين في تعاملة مع المسلمين
2- تحالفات الدول الإسلامية مع الدول الغربية التي بنفس الوقت تدعم اسرائيل وتحافظ على وجودها
3- ذهاب الخلافة الإسلامية ادى الى تفكك المسلمين وذهاب فلسطين وذهاب عزهم وهيبتهم، ولا سبيل لعودة ذلك الا بعودة الخلافة
4- لا أحد من الدول الإسلامية والدعاه والعلماء، بينما "القاعدة" ترد الصاع صاعيين للدول الغربية، وللدول الاسلامية المتعاونه مع الدول الغربية، وتساعد المسلمين المنكوبين في شيى بقاع الأرض (الشيشان، البوسنه، الفلبيين، سوريا، الخ)

واذا استعرضت خطب بن لادن مثلا ستجد انه يلعب على هذه المحاور دائما:
- السعودية تستضيف قواعد أمريكية (محور 2) اخرجوهم من جزيرةالعرب
- أمريكا ترفض احتلال العراق للكويت وتسمح باحتلال اسرائيل للضفة الغربية (محور 1)
- الغرب يسمح باستقلال تيمور الشرقية الكاثوليكية عن اندونيسيا المسلمية، ويمنع استقلال مندناو المسلمة عن الفلبين الكاثوليكية (محور 1)
- "المجاهدين" هبوا لنصرة اخوانهم في الصومال (محور 4)
الخ

بن لادن لم يذهب الى افغانستان بهذه الأفكار. ولكنه هناك تعرف الى سوسة الشر، ايمن الظواهري، الذي غسل دماغة وحوله تدريجيا الى هذا الفكر الاجرامي. وكان بن لادن اداة اعلامية قوية بيد هذا الفكر.

جولات غسيل الدماغ للمسلمين الأوروبيين تدور حول هذه المحاور الأربعة التي ذكرت. وهم يصورون لهم ان ابو بكر البغدادي بصدد احياء الخلافة الإسلامية. فهؤلاء يأتون متوقعين ان ينضموا الى يوتوبيا تشبه تلك ايام عمر بن الخطاب

الخلل الفكري في منهج القاعدة وداعش نقطتان. الأولى تتمثل في أنهم يشتكون من مشاكل حقيقية (المحاور الأربعة)، لكن الحل الذي يقدمونه لهذه المشاكل والأعمال التي  يقومون بها جرائم لا يقرها لا شرع ولاعقل، بل تصادم السنة النبوية بشكل واضح. او بأختصار: بسبب هذه المشاكل فلنقتل الأبرياء! كما انها حلول غبية للغاية. دعم امريكا لإسرائيل بسبب اللوبي الصهيوني، اما بقية الأمريكان فكان بالأمكان استمالتهم الى صف الفلسطينيين. اما بعد حماقة سبتمبر فنشأ تطرف أمريكي حقيقي وكبير في كره المسلمين والعرب ككل. المستفيد اسرائيل. الخاسر العرب والمسلمين.

الخلل الفكري الثاني عند القاعدة انهم يكفرون الحكام المسلمين بسبب عدم تطبيق الشريعة، ثم ينتشر هذا التكفير الى سائر الجيوش والحكومات العربية والإسلامية. فماذا نتوقع من جماعة تعتبر الحاكم كافرا والجندي كافرا وحتى الوزير والنائب والعلماء من غير مذهبهم المنحرف، فهم يرون اننا جميعا مرتدون مستحلو الدم!